روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | مراقبة الناس لكِ.. شعور وهمي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > مراقبة الناس لكِ.. شعور وهمي


  مراقبة الناس لكِ.. شعور وهمي
     عدد مرات المشاهدة: 5132        عدد مرات الإرسال: 0

نص الاستشارة:

 

أنا فتاة، أشعر بفقدان الثقة، لا أتكلم في المجالس، أشعر أنني مراقبة، وأخاف من الخطأ؛ لذلك أكون صامتة أغلب الوقت، وبعد الجلسة أشعر بضيق شديد لأني لم أتكلم لدرجة أنني كرهت نفسي.

لكن- والحمد لله- تعلمت كيف أتعامل مع الناس ونجحت في تغيير نفسي، لكن أخاف من كلام الناس يقولون: كانت ساكتة والآن عرفت تتكلم لذلك أفكر في الانتقال إلى مكان أخر، أرجو الرد سريعا.

الرد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

الأخت الفاضلة وفقك الله لكل خير..

لقد خطوتِ خطوة هامة نحو تحقيق ذاتك، ونحو الثقة بالنفس، فلقد تمكنت من تغيير أسلوبك في التعامل مع الآخرين، ولم يعد لديك حرج من الحديث في وجودهم.

وبقيت خطوة أخرى لا تقل أهمية وهي ببساطة (تحطيم الشعور الوهمي بمراقبة الناس لك) وذلك بأن تدركي حقيقة فاصلة وهي أن نظرتهم وتقييمهم بل وتعليقاتهم غير مهمة.. المهم هو أن تكوني راضية عن أفعالك، وأن تكون أقوالك وأفعالك متسقة ومتناغمة مع ما تعتقدين وما تريدين.

ابدئي تحطيم شعور المراقبة الوهمي بألا تسترسلي مع تخيل نظرة الناس، وماذا يعتقدون فيك، أو في الحياة. قد يكون الأمر في البداية صعبا بعض الشيء، لكن واصلي قطع هذا النوع من الأفكار والتهكم عليه بينك وبين نفسك، بفكرة أن هؤلاء الناس ليسوا كاملين، وتقوية ثقتك بنفسك فأنت لديك رؤية وإحساس وعقلية متميزة، فلا داعي لاختلاق رقابة خارجية من آخرين قد يكونون تافهين أو على الأقل أشخاص عاديون.

تحدثي عن نفسك بثقة.. ولتكن البداية في مفكرتك.. وعلى صفحاتك الخاصة، خصصي وقتا للحديث مع النفس على الورق، فهذا فضلا عن أنه سينمي قدراتك الكتابية واللفظية، فإنه سيقوي شعورك بذاتك، ويشكل منظومتك الخاصة أو فلسفتك للأمور.

بادري الآخرين.. ولا تكوني دائمة في موقع الانتظار، فأثناء التجمعات أو اللقاءات.. جربي أن تبدئي الحديث، وأن تظهرين اهتماما واستماعا ولطفا، فهذا من شانه أن يكسر التوتر، ويوسع دائرة الصحبة والصداقة.

ليس المهم أن تكوني صامتة أو متكلمة.. فربّ صامت عن ثقة وزهد في الكلام، وربّ متكلم بدافع خارجي عنه وحتى يسلم من الانتقاد، الشيء المهم هو أن تكوني مرتاحة.. فإذا تكلمت فأنت لا تتكلمين حتى لا يقال عنك صامتة أو متلعثمة، وإنما لرغبتك في المشاركة، وإذا صمتي فلأنك فعلا لا تجدين ما تقولين أو تعتقدين أن الصمت هنا أفضل.

اعلمي أن هدفك أن تتحرري من قيد الرقابة الزائف، فهو بالفعل غير موجود إلا في ذهنك.. وإذا كان بعض الناس يعيشون على الغيبة والنميمة، فهؤلاء لن تسلمي من تعليقاتهم مهما فعلت، فهم يغتابون بعضهم البعض، ويعلقون على كل شيء.. لشعورهم العميق بالنقص، وأمثال هؤلاء لا يستحقون أن تبالي طويلا بنظرتهم وأفكارهم وردود أفعالهم. أما الأشخاص العاديون فهم لا يضعونك أو يضعوا غيرك تحت المجهر، كما لا يحبون أن يفعل معهم أحد ذلك.. فالأمور إذًا بسيطة وغير مقلقة، عليك أن ترسخي هذه الحقيقة في وجدانك. وختاما.. اكتشفي ذاتك وأحبيها واقتنعي بمواهبك واشكري الله عليها، وإذا كنت تعلمين من نفسك ضعفا في بعض الجوانب فهذا حال البشر كلهم أجمعين، ولكن البعض يسعى للظهور بمظهر الكمال، وينتقد غيره، وهذا فعلا مضحك ويدعو للشفقة، والبعض الآخر يستسلم لضعفه ويتركه يكبر في عينه ويسمح للآخرين بالتركيز عليه، فإذا لم نركز نحن على ضعفنا فلن ينتبه له أحد أو يجرؤ على التعرض له.

ولا يعني هذا ألا نقوم أنفسنا ونطورها، ولكن التحرر من مراقبة الآخرين ذهنيا تقتضي إبعادهم والقرب من الذات.

وفقك الله وبارك فيك.

الكاتب: مي عباس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.